الفجوة الرقمية في مجتمع المعلومات

الفجوة الرقمية في مجتمع المعلومات

مفهوم الفجوة الرقمية

عرف الفجوة الرقمية

ظهر مصطلح الفجوة المعلوماتية لأول مرة في التسعينيات من القرن الماضي. يشير تعبير “الفجوة الرقمية” إلى الوصول غير المنتظم وغير المتوازن إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهي عدم المساواة في الوصول إلى التكنولوجيا أمر تتمتع بها قطاعات مختلفة من المجتمع، و إلى الاستخدام غير المتكافئ لهذه التكنولوجيا

و من هنا نجد بأن الفجوة الرقمية هي تلك الفجوة التي تفصل بين من يمتلكون المعرفة والقدرة على استخدام التقنيات الحديثة وبين من لا يملكون هذه المعرفة وتلك القدرة. واجمالا يمكننا القول بأن المجتمع اصبح ينقسم على هذا النحو بالإضافة الى انقساماته التقليدية الأخرى

مستويات الفجوة الرقمية في السياق الجزائري

أنواع الفجوة الرقمية

فجوة تكنولوجية : وتكون على مستوى الفروقات بين الدول المتقدمة والدول النامية من حيث التقدم التكنولوجي

ب.فجوة المعرفة: وهو الفرق بين الدول المتقدمة والدول النامية في كسب المعرفة وانتقالها بين أفراد المجتمع

ت. فجوة في الاتصالات : كثرة وتنوع أساليب الاتصال بين الدول المتقدمة والدول النامية

ث.فجوة في التعليم : أن تكون أساليب وطرق التعليم والتعلم وطرق البحث العلمي مختلفة بين الدول المتقدمة والدول النامية

ج. فجوة في الثقافة : فالمجتمع المتطور يعتبر التكنولوجيا وسيلة للتعلم وكسب المعرفة واستعمالها في العمل وتسهيل الحياة الاجتماعية اما الدول النامية فتعتبره أداة تسلية وتضييع وقت

ح. فجوة في العقل : اكتفاء الفرد في الدول النامية بما لديه وعدم اهتمامه بتحصيل العلم وزيادة مداركه ومتطلعاته وبين الفرد في الدول المتطورة الذي يفكر في العلم والعمل والتطوير والبحث والرغبة الدائمة في التغيير والتقدم

خ. فجوة في الحريات والديمقراطية وتكون على مستوى ابداء الرأي وحرية التعبير وحرية الرأي والمشاركة في القرار في الدول المتقدمة عن الدول النامية

د. فجوة في التنظيمات والتشريعات القليل من التنظيمات والتشريعات التي تسعى الى تطوير وخدمة مجتمع المعلومات بحيث نستطيع تشكيل مجتمع معلومات

بحث حول مستويات الفجوة الرقمية في السياق الجزائري

مستويات الفجوة الرقمية

الفجوة الرقمية بين الجنسين : – أن المرأة أقل وصولا ودراية بتكنولوجيا المعلومات عن الذكور مما يزيدها عزلة عن واقعها كون تكنولوجيات المعلومات والاتصال أصبحت أهم وسيلة للمعرفة في وقتنا الحالي

 الفجوة الرقمية في الأسرة : إن الفجوة على المستوى التعليمي بين الاباء والابناء خلقت فارقا شاسعا بين أفراد الأسرة بينما يتفنن الأطفال في استعمال التكنولوجيا لا يعرف الاباء عنها الا القليل

الفجوة الرقمية بين الأجيال : جيل جديد مهووس بالتكنولوجيا واستخداماتها ويتقنون استعمالها وجيل قديم يشعر بحيرة وضياع وسط عالم مختلف تماما عما عايشوه وهذا واقع ملموس في البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء

الفجوة الرقمية بين الجهات : فالفجوة الرقمية ليست فقط بين الدول بل تصل أيضا الى المناطق والجهات في البلد الواحد بين المدن والأرياف وبينا تتمتع المدن وفرة وسائل الاتصالات وتوفر الخطوط الهاتفية الثابتة والمتنقلة، ومقاهي الإنترنت، وأجهزة الحاسوب، والهاتف العمومي، وآلات التصوير الا أن الأرياف مازال تعاني من حرمان من هذا الجانب

الفجوة الرقمية بين الدول : التطور التكنولوجي مرتبط ارتباطا وثيقا بالتطور الاقتصادي والاجتماعي للدول , فالفجوة الرقمية تزداد اتساعا بين الدول المتقدمة والدول النامية ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقلص في ظل الفروقات الشاسعة على جميع المستويات بين هاته الدول

ما هي المهارات الرقمية ؟

أسباب الفجوة الرقمية

تتعدد الأسباب على المستوى التكنولوجي والاقتصادي والسياسي والديمغرافي و الثقافي نلخصها فيما يلي 

أولا , سرعة تطور تكنولوجيا المعلومات والتي تشمل تطور أجهزة التكنولوجيا نفسها بالإضافة إلى سرعة تطور البرامج واندماج تكنولوجيا المعلومات مع المجالات العلمية والتكنولوجية الأخرى بالإضافة إلى الاندماج مع وسائل الإعلام المختلفة

ثانيا ,سيطرة الدول المتقدمة على المحيط الجيومعلوماتي

ثالثا , عدم ترصد الدول التي تعانى من آفة الفجوة الرقمية مبالغ مالية لإنفاقها في مجال البحث والتطوير، ومن أوجه عدم الإنفاق على إمكانيات الثورة المعلوماتية ارتفاع تكاليف ترسيخ التكنولوجيا المعلوماتية، والتي تتطلب إنشاء دعامات ترتكز عليها والتي تكون تكلفتها مرتفعة

رابعا , تتعدد العوامل الاجتماعية التي تغيب معها انتشار الثقافة المعلوماتية وبالتالي اتساع الفجوة المعرفية

خامسا , انتشار الأمية ونقص البحث وعدم إدراك الأفراد لأهمية المعلومات وإجراء الاتصالات

ما هي مستويات الفجوة الرقمية ضمن السياق الجزائري؟

تعاني الجزائر من فجوة رقمية على جميع المستويات والأبعاد فنجدها على مستوى الأسرة وبين افرادها , فالتكنولوجيا طرقت أبواب جل الأسر الجزائرية ومع هذا هناك هوس من ناحية وجهل تام من ناحية أخرى. فبينما يتابع الشاب الجزائري كل التطورات التكنولوجية وأحدثها ويستخدم التكنولوجيا في كل مهام حياته الا أن الأب والأم الجزائريان مازالا يعتمدان على الطرق التقليدية في التواصل والعيش ويعتبر هذا فجوة بين جيلين أيضا

وتظهر أيضا بين الجنسين فالمرأة مازالت تعاني الى الوصول الى المعرفة التكنولوجية ولا تجد سبيلا لتعلمها في ظل كثرة المهام الاجتماعية المنوطة بها وعدم قدرتها على اللحاق بركب الذكور التي تتاح لهم الفرص في كل حين

وتصل الفجوة الى حد جهات ومناطق الوطن بحيث توزع البنى التحتية للاتصالات توزيعا غير متكافئ بين المدينة والريف فتشهد بعض المناطق خاصة المدن الكبرى تدفقا عاليا في الأنترنت وتوفر أحدث الأجهزة وسرعة وصول المعلومة بينما مازالت مناطق الظل والقرى تعاني الأمرين لتلحق بركب التطور المعلوماتي

مستويات الفجوة الرقمية في السياق الجزائري

تتفاوت آراء الباحثين حول مستويات الفجوة الرقمية، حيث يُقسم البعض إلى مستويين؛ الأول يندرج تحته الفجوة بين الأفراد والطبقات، بينما يرتبط الثاني بالفجوة بين الدول. هناك رؤية تشير إلى وجود فجوة رقمية تتأثر بالوضع الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى الفجوة العرقية

تظهر أيضا فجوات بين طلاب الجامعات الحكومية والجامعات الخاصة، وبين طلاب التخصصات الاجتماعية والهندسية. وفقا لوجهة نظر أخرى، تعبِر الفجوة الرقمية عن مستويين؛ الأول يتعلق بوصول الأفراد إلى أجهزة الكمبيوتر والإنترنت، والثاني يركز على استخدام هذه التقنيات للحصول على المعرفة والتفاعل مع المعلومات

حسب كيم فإن هناك خمس مستويات للفجوة الرقمية وهي كالآتي

مستوى الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يظهر مدى تقدم الدولة والاستثمارات الموجهة نحو بنية تحتية قائمة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويشمل أيضًا جوانب مثل تكلفة وجودة هذه التكنولوجيا، بما في ذلك الإنترنت وشبكات النطاق العريض، فضلاً عن أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة وخدمات الويب، ويشمل ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى المتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وغيرها

المستوى الثاني: خصائص المستخدم الاجتماعية والاقتصادية، ويتمثل في المستوى التعليمي، ودخل المستخدم، وحالته المهنية، بالإضافة إلى العوامل الديموغرافية مثل الجنس والعمر

المستوى الثالث: مهارات المستخدم، حيث يظهر في القدرة على استخدام التقنيات الرقمية بطرق أكثر فائدة وجدوى، لتلبية احتياجاته من منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتاحة

المستوى الرابع: استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل فعّال، حيث يتمثل في قدرة المستخدم على استفادة من المنتجات والخدمات والمحتوى التي تُقدمها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل مناسب

المستوى الخامس: المشاركة في تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويتعلق بمدى المشاركة الفعّالة من قبل المستخدمين في تطوير منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومحتواها، مثل استخدام تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي

تحليل مستوى الفجوة الرقمية في الجزائر

مستويات الفجوة الرقمية في السياق الجزائري

يظهر أن مؤشر الجاهزية الإلكترونية يعكس حجم الفجوة الرقمية في الجزائر مقارنةً بالبلدان المتقدمة. حيث جاءت الجزائر في المرتبة 98 من بين 138 دولة تمت دراستها، بمجموع نقاط 3.4 من أصل 7 نقاط. وفي المقابل، احتلت لوكسمبورغ المرتبة الأولى بمجموع نقاط 6.46

وحتى بالنسبة لبعض الدول العربية ذات الاقتصادات الأقل من الجزائر، فإن الفجوة الرقمية واضحة، حيث حلت تونس في المرتبة 85 بمجموع نقاط 3.7، والبحرين في المرتبة 31 بمجموع نقاط 5.6، والإمارات العربية في المرتبة 24 بمجموع نقاط 5.8 من أصل 7 نقاط

بحث حول مستويات الفجوة الرقمية في السياق الجزائري

ومع وجود إمكانيات مادية وبشرية وبرامج ضخمة لتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الجزائر، إلا أن مؤشر الجاهزية التكنولوجية يكشف عن فجوات

يعزى ذلك إلى عدة أسباب، مثل ضعف نسبة امتلاك الأسر لأجهزة الكمبيوتر، الذي يبلغ 28.20٪، مما أدى إلى انخفاض نسبة اشتراكات الإنترنت إلى 29.90٪. ويُلاحظ أيضًا ارتفاع تكلفة أجهزة الكمبيوتر مقارنةً بالدخل المتوسط للأفراد، إضافة إلى التعقيد الزائد في إجراءات العقود المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الجزائر، حيث بلغت 45 إجراءً لفترة 360 يومًا في عام 2016، مقارنة بدول أخرى كسنغافورة التي قلصت هذه الفترة إلى 150 يومًا و 21 إجراءً

أسباب الفجوة الرقمية بالجزائر

تظهر النقاط التي تم التحليل عليها أعلاه ضعف وهشاشة في البنية التحتية المدعمة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الجزائر

يتجلى ذلك في الضعف النسبي في مجالات إنتاج الكهرباء وكثافة الإنترنت العريض وتوافر خوادم الإنترنت الآمنة. كما يظهر ضعف القدرة على تحمل التكاليف المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مما ينعكس على ارتفاع تسعيرة الإنترنت الثابتة العريضة وخدمات الهواتف النقالة

حلول تقليص الفجوة الرقمية بالجزائر

يعزى هذا التحليل أيضا إلى ضعف تنافسية المنظمات التي تقدم خدمات الاتصالات والإنترنت في الجزائر. بناء على هذه المؤشرات، يمكن اقتراح مجموعة من التوصيات لتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصال وتقليص الفجوة الرقمية في البلاد

يجب توفير معلومات دقيقة حول الفجوة الرقمية ومعالجتها كمشروع محدد الوقت والأهداف. كما ينبغي تنمية الأماكن النائية من الوصول إلى المعلومات، مثل المناطق الريفية والقرى

على صعيد التعليم، يشجع على تطوير المناهج الدراسية لتركيزها على الجوانب التربوية والتقنية وتدريب المعلمين على استخدام تقنيات المعلومات بفعالية. يجب أيضًا توفير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطوير البنية التحتية الاقتصادية. ي

تطلب تقليص الفجوة الرقمية إشراك القطاع الخاص جنبا إلى جنب مع القطاع الحكومي في تنمية قطاع الاتصالات، مع التركيز على تطوير المهارات البشرية

في الختام، يجب أن تكون استراتيجيات الجزائر في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال مدروسة وشاملة للحد من هذه الفجوة وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعي

المصدر

مجمع مداخلات الملتقى الدولي حول الأداء المتميز للمنظمات والحكومات، الطبعة الخامسة: أداء المؤسسات في ظل الاقتصاد الرقمي المنعقد بجامعة ورقلة، الجزائر يومي 04 و 05 فيفري 2020

Similar Posts