بحث حول النظام السلطوي في إنجلترا

بحث حول النظام السلطوي في إنجلترا

المقدمة :

من خلال النظر في تاريخ الصحافة وتطورها في المجتمعات المختلفة عبر العصور، نجد أن للصحافة دوراً هاماً في نشر الأخبار والمعلومات والأفكار بين الناس. كما أن للصحافة دور في رصد ومراقبة السلطة والتحقق من أفعالها وتقديم الحقائق والمعلومات للجمهور بطريقة شفافة وموضوعية. ولكن هذا الدور المهم للصحافة أثار الكثير من الأسئلة حول علاقتها بالسلطة الحاكمة ومدى تأثير السلطة على الصحافة ومحتواها. ولذلك ، سنقوم في هذا البحث بعرض واحدة من أهم  النظريات التي تفسر تطور الصحافة ودورها في المجتمع وعلاقتها بالسلطة الحاكمة وهي نظرية السلطة أو النظرية السلطوية.

العرض:

المبحث الأول: مفهوم النظرية السلطوية

أ‌.        تعريف النظام السلطوي :

النظام السلطوي هو نظام حكم يتميز بتمركز السلطة في يد شخص واحد أو جماعة صغيرة، ويتميز بالقمع والقوة والتضييق على الحريات الشخصية والسياسية للمواطنين. يمارس الحاكم في هذا النظام سلطته بطريقة تعتمد على العنف والترهيب والمراقبة والرقابة الشديدة على المجتمع. يعزى تأسيس هذا النظام إلى الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز، الذي أراد أن يثبت بأن النظام السلطوي هو الأكثر فعالية في حفظ النظام وتحقيق الاستقرار في المجتمع. وقد اعتمد هذا النظام في العديد من الدول والحكومات عبر التاريخ، مما أدى إلى تقييد الحريات واستبدالها بالقمع والاضطهاد.

ب‌.    تعريف النظرية السلطوية :

 

تأسست هذه النظرية في إنجلترا خلال القرن السادس عشر والقرن السابع عشر، وانتشرت عالميًا وما زالت تستخدم في العديد من الدول حتى يومنا هذا، ومصدرها فلسفة الحكم الواحد الذي يمتلك السلطة المطلقة على الحاكم أو الحكومة أو كلاهما معًا، كما نراه في نظريات أفلاطون وأرسطو وميكافيلي وهيغل.

والهدف الرئيسي لهذه النظرية هو حماية وتعزيز سياسة الحكومة الراسخة في الحكم وخدمة الدولة، ووفقًا لهذه النظرية، فإنه لا يتم العمل في الصحافة أو نشرها إلا لمن يحصل على ترخيص من الحاكم أو رخصة، ويتم مراقبة الصحف من قبل الحكومات وتفرض عليها الرقابة.

وفي إطار هذه النظرية، يتم حظر انتقاد الجهاز السياسي والموظفين الحكوميين، وقد تكون ملكية الصحف خاصة أو عامة، ولكنها في كل الأحوال تستخدم كأداة لتعزيز سياسات الحكومة حتى لو لم تمتلكها الحكومة.

ويلاحظ أن فلسفة هذه النظرية تركز على أن الدولة تحل محل الفرد، ويجب على وسائل الإعلام دعم الحكومة في السلطة لتحقيق أهدافها، كما أن الصفوة التي تحكم الدولة – من وجهة نظر هذه النظرية – هم الذين يقودون ومن واجباتهم رصد وسائل الإعلام التي تستخدم لدعم القيادة وأهدافها.

 المبحث الثاني : النظام السلطوي في إنجلترا

النظام السلطوي في إنجلترا يشير إلى النظام الذي كان يسود المملكة المتحدة خلال القرون الوسطى والذي كان يتميز بتركيز السلطة في يد الملك أو الملكة. وكان هذا النظام يعتمد على فلسفة السلطة المطلقة للحاكم أو لحكومته أو كليهما معا، ويحظر في إطاره نقد الجهاز السياسي والموظفين الرسميين. وقد انتشر هذا النظام في إنجلترا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، ولكنه اندثر بشكل تدريجي خلال القرن التاسع عشر بعد تحول المملكة المتحدة إلى نظام ديمقراطي

كان النظام السلطوي في إنجلترا يتميز بسلطة الملك أو الملكة، وكان يسمى النظام الملكي المطلق. وفي هذا النظام، كان الملك يتحكم في كل شيء، ويتخذ القرارات وحده دون الحاجة لموافقة أي جهة أخرى، وكان يتمتع بصلاحية الحكم بما يعرف بـ”القانون الملكي”.

وكان النظام السلطوي في إنجلترا يتميز بالتعسف والفساد، حيث كان الملك يتخذ القرارات وفقًا لرغباته الشخصية دون الاهتمام بصالح الشعب، وكان يستخدم سلطته لتحقيق مصالحه الخاصة ومنح الامتيازات للأشخاص الذين يحظون بتأييده.

ولكن مع مرور الزمن، بدأ الشعب الإنجليزي في المطالبة بتقليل سلطات الملك وتوزيع السلطة على مجلس الشيوخ ومجلس النواب. وفي النهاية، تحول النظام السلطوي في إنجلترا إلى نظام دستوري ملكي يحترم فيه الحقوق والحريات الفردية ويتمتع بهيكلية سياسية تتضمن توزيع السلطة بين الجهات الحكومية المختلفة.

لخاتمة :

العلاقة بين الإعلام والنظام السلطوي تعتبر أمرًا معقدًا ومترابطًا. في الأنظمة السلطوية، يكون الإعلام تحت سيطرة الحاكم أو السلطة الحاكمة، ويستخدم كأداة لتعزيز سلطتهم والحفاظ على النظام القائم. يتم فرض الرقابة والرقابة على وسائل الإعلام، وقد يتم تحجيم حرية التعبير وتقييد حق الصحفيين في نقل الحقائق والمعلومات بحرية.

يستخدم النظام السلطوي الإعلام لترويج أفكاره ومناهجه، وقد يقوم بتوجيه وتوجيه الرأي العام وتشكيله وفقًا لأجندتهم السياسية. قد يتم استخدام وسائل الإعلام لترويج الدعاية والإشاعات التي تدعم النظام القائم وتخدم مصالحه.

على الرغم من ذلك، يمكن أن يلعب الإعلام دورا هاما في التوعية ونقل الأخبار والمعلومات إلى الجمهور. قد يستخدم الصحفيون ووسائل الإعلام المستقلة القليلة المتاحة لهم لتسليط الضوء على القضايا الحقوقية والاجتماعية والسياسية المهمة وللتعبير عن آرائهم ومواقفهم. قد يكون للإعلام الحر تأثير في تشكيل الرأي العام وتحفيز التغيير والإصلاح في النظام السلطوي. باختصار، العلاقة بين الإعلام والنظام السلطوي تتميز بتوتر بين استخدام الإعلام كأداة تعزيز للسلطة واستخدامه كوسيلة للتواصل والتغيير. ويتعين على الصحفيين ووسائل الإعلام المستقلة السعي للحفاظ على حرية أقلامهم وضميرهم المهني.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *