مدخل علم الاثار

يسعى علم الآثار  إلى إعادة بناء الحياة كما كانت عليه في الماضي من خلال قيامه بعملية بحث ودراسة  لكل الآثار والشواهد والبقايا والمخلفات المادية التي تركتها لنا الحضارات الماضية في الأرض .

وتمر هذه العملية بمراحل متعددة وبوسائل متخصصة ولهذا فإن الهدف الأول لعلم الآثار هو تحديد تلك المواقع الأثرية التي شغلت من قبل الإنسان في العصور الماضية واشتملت على الشواهد المادية لآثاره . فماهي المراحل المنهجية لعلم الآثار وماهي الأدوات والوسائل المساعدة ؟ وأين تكمن أهمية كتابة التقرير النهائي للعمل الميداني ؟

I / المراحل المنهجية لعلم الآثار

يمر أي بحث علمي بمراحل تمكنه من بلوغ أهدافه البحثية والتوصل الى نتائج واستقصاء المعلومات الشاملة حول موضوع الدراسة وهو ما يقوم به علماء الآثار لدراسة  مخلفات الحضارات السابقة.

1 / الدليل الأثري

هو الدليل الميداني الذي يشير إلى وجود موقع أثري قريب أو قد يكون الدليل نفسه هو الموقع بحد ذاته وبالتالي الدليل الأثري هو ببساطة شديدة كل ما يمكن أن يكون بقايا كسر فخارية أو صوانيه أو حجرية أو معدنية وأي آثار مادية منقولة أو غير منقولة. ويطلق على المكان الذي يضم الدليل الأثري اسم الموقع الأثري.

و له ثلاثة أنواع أساسية هي :

الأدوات المصنوعة

وهي تلك المواد التي صنعها الإنسان ويمكن أن تنتقل من مكان إلى آخر دون إحداث تغيير على مظهرها. وهي الأدوات مثل  النصال  والخرز  والقطع  النقدية  والحلي وغيرها المصنوعة من قبل الانسان ، وفي عصر الكتابة نستطيع أن نضيف إلى الأمثلة السابقة الألواح الطينية وسجلا أخرى مكتوبة وتعد هذه اللقى من الشواهد الأساسية التي تعبر عن الحياة الثقافية والحضارية للشعوب القديمة ومهمة لدراستها .

الأبنية :

هي من المواد الأثرية التي  تظهر  على  سطح الأرض ويمكن  ملاحظتها  بالعين. بصورة  أساسية  من البيوت  والمقابر  وقنوات  الري  والمنشآت  العديدة  التي  شيدها  الإنسان  عبر  العصور، وتتألف من بصورة  أساسية  من  البيوت  والمقابر  وقنوات  الري  والمنشآت العديدة .

المواد الطبيعية:

هي تلك المواد الطبيعية التي توجد جنباً  إلى جنب مع الأدوات والأبنية. وتكشف هذه المواد عن طريقة  تفاعل  الناس  في  العصور  القديمة  مع  محيطهم، وتضم  البذور  وعظام  الحيوانات  وحتى  المواد العضوية المختلطة بالتربة. وكخالصة بسيطة نقول بأنه من أجل فهم سلوك الناس الذين شغلوا موقعاً  أثرياً  لابد من دراسة العلاقات  بين  الأدوات  المصنوعة والأبنية والمواد الطبيعية التي اكتشفت في ذلك الموقع.

جمع المعلومات

يقوم الأثري بجمع معلومات من خلال وسائل متنوعة وذلك لمعرفة كل ما يمكن اكتشافه عن الدليل الأثري ويتم الاحتفاظ بها بطريفة منظمة واحترافية .

تحديد الموقع الأثري

هي عملية تحديد إمكانية الموقع من خلال دراسة الخرائط والسجلات التاريخية، والتطورات التي مرت على الموقع ومن الأساليب القديمة كان يعتمد علماء الآثار على السير على الأقدام واتباع الاتجاهات لكن وبفضل التكنولوجيا  تطور الأمر الآن فأصبحوا يستخدمون وسائل متطورة مثل التصوير الجوي وجهاز الكشف عن المعادن و أجهزة المسح.

مسح الموقع  الأثري

تتم عملية مسح الموقع الأثري للكشف عن الآثار وهذا يكون بوصف و تسجيل ملاحظات تفصيلية حول مكان الموقع و تسجيل نوع الدليل الاثري الشاخص على سطحه و تصوير الموقع و  رسم خريطة للموقع الأثري  لتحديد مستلزمات أهداف و مقادير الدراسة.

الأدوات المساعدة في العمل الميداني

ولإنهاء هذه العملية على اكمل وجه يحتاج الأثري الى معدات وأدوات متعددة تساعده على الاكتشاف والتنقيب والحفر مثل ﺟﻬﺎز اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ و مجرفة و مجحاف و  أدوات التسجيل مثل: الليفل ” level  ” ، الثيودلايت “théodolite “و المحطات الكاملة  ،” Total station ” و أشرطة القياس و إطارات الرسم و لوحات الرسم أشرطة لاصقة ، مقياس التصوير، مساطير و أقلام ، الحبال ، ميزان الماء ، الشاكوش و المسامير و كذلك فورمات التسجيل و الطباشير. وهناك أدوات تستعمل للتعامل مع اللقى الاثرية كأدوات صغيره مثل مفك ومجروف صغير .

التقرير النهائي للعمل الميداني

على عالم الآثار أن يقوم بكتابة تقرير نهائي  لعمله الميداني ويتضمن عدة عناصر تكون واصفة وشاملة   كالمنهجية التي استخدمها في البحث و النتائج التي توصل اليها وتحذيراته وتوصياته وملاحظاته  بخصوص الموقع الأثري وكل ما وجده من أدوات تم ترميمها في عين المكان والأخرى التي تحتاج الى معمل متخصص وأيضا جميع المعلومات حول الصور والرسومات الملتقطة للمخلفات ولهذه المرحلة أهمية بالغة ولا يمكن التغاضي عنها .

الخاتمة

وبهذا يتم اكتشاف كل ما على سطح الأرض في منطقة معينة كانت يوما مكانا لنشاط الإنسان في السابق وتسجيل ما يتعلق بها من قياسات ووصف وصور وخرائط و في الوقت نفسه جمع ما يمكن جمعه من الملتقطات السطحية ودراسة كل هذا وتحديد عمره وماهيته وعلاقاته التاريخية .