مدخل الى علم الآثار

الموقع الآثاري و كيفية اكتشافه

هو المكان الذي يتم العثور فيه على بقايا ومخلفات تدل على النشاطات الى قام بها الانسان خلال العصور القديمة وتختلف المواقع الاثرية في مساحتها وتاريخها وأشكالها كالكهوف والمواقع الدينية والمسالخ والمجازر والمواقع الصناعية والمحطات التجارية والمدافن .ويتم اكتشافها عن طريق  تحديد الموقع الأثري فبعضها يتم تعقبها بسهولة، لأنها تُشاهَد بالعين المجردة، أو يمكن تعقب أثرها من خلال الأوصاف التي وردت عنها في المرويات القديمة، أو السجلات التاريخية الأخرى. وهناك مواقع أثرية، أقل وضوحًا قد تكتشف بالصدفة.

 تكوين الموقع الأثري

يتكون الموقع الآثاري  من بقايا السلوكيات البشرية ، الأدوات الحجرية ، أسس المنزل ، وأكوام القمامة ، التي تُركت من طرف القدماء وقد تعرضت لكثير من التغيرات مع مرور الزمن نتيجة لتغير المناخ والفيضانات والمرض. في الوقت الذي يصل فيه عالم الآثار يجدها مختلفة عن ماهيتها فهي تتعرض للطقس ، وتختبئ الحيوانات  والاقتراض البشري للمواد التي تُركت وراءها. وتشمل عمليات تكوين الموقع كل ذلك وأكثر من ذلك بقليل.

الوسائل و الأدوات المساعدة على اكتشاف هذه المواقع الاثارية

وهناك بعض الوسائل والأدوات التي تساعد الأثري على العثور على  الموقع الأثري مثل الوثائق وهي المصدر الرئيسي للمعلومة , التصوير الجوي وهو أداة جيدة للتخطيط , المسح الأرضي و المسح الجيوفيزيائي ويتم استخدام المسح الجيوفيزيائي لرسم الخرائط تحت السطحية للمواقع الأثرية ويمكن للأجهزة الجيوفيزيائية أن تكتشف الخصائص الأثرية المدفونة عندما تتناقض خصائصها الكهربائية أو المغناطيسية بشكل كبير مع محيطها وأيضا يتم التحليل الكيميائي لعينة التربة .

المقارنة بين عملية مسح المواقع و عملية التنقيب

مسح الموقع هي عملية أساسية تكون قبل الحفر أو التنقيب وهي أول مرحلة من مراحل الدراسة لموقع ما ووصف لهذا الموقع. فيسجل هؤلاء ملاحظات تفصيلية حول مكان الموقع، ونوع الدليل الآثاري الشاخص على سطحه. كما يلتقطون صورًا للموقع. ويقوم الآثاريين برسم خرائط لمعظم المواقع الأثرية التي يتم اكتشافها. اما التنقيب الاثري  فهو اعمال الحفر التي يقوم بها علماء الأثار في الحقل الأثري لاستخراج التحف واللقى والبقايا الاثرية ، وتتم هذه الاعمال بطريقة منتظمة وممنهجة تختلف عن أي اعمال الحفر اخرى،وهي الأسلوب والمنهج العلمي للبحث عن الأثار وتسجيل اوصافها واشكالها والمحافظة عليها وترميمها لاستنباط التاريخ منها.

الفرق بين مختلف طريقة ” فان كيفن” و “أدوارد هاريس” في مناهجهم

يعتمد منهج فان كيفن في التنقيب على تقسيم التلة الى أربع قطاعات متساوية ويتم التنقيب أولا في قطاعين المتناظرين الواحد مع الآخر تاركين القطاعين المتناظرين  الاخرين بدون تنقيب مما سيكشف التموضع الطبقي الذي يتوضح بشكل عمودي في جدار هاتين المنطقتين ولا يصلح تطبيق هذا الا في الموقع ذي الشكل الدائري تقريبا أو ذوي الاحجام الصغيرة . اما أدوارد هاريس فيقوم منهجه على ما يسمى بالتنقيب في منطقة مفتوحة دون أن يترك أي أدلة أو شواهد دون تنقيب من خلال حفر الوحدات الأثرية الكاملة واحدة بعد الأخرى وبنزع الطبقات مرة واحدة للحصول على رؤية كاملة دفعة واحدة لكل وحدة من الوحدات يقوم هذا المنهج على نزع الطبقات بشكل كامل وبترتيب عكسي أي الطبقة الأحدث تكون في الأعلى والأقدم في الأسفل .

مفهوم المسح الأثري و ما هي انواعه

يقصد بالمسح الأثري ذلك المجهود الذي يبذله الأثري عند تحديده للمواقع والمعالم الأثرية وجردها ووصف مخلفاتها وبقاياها المادية التي تظهر على سطحها كأن تكون جدران مباني أو لقى أثرية كالفخار الزجاج النقود باستعمال الخرائط بأنواعها, الصور الجوية ,أو الوسائل العلمية الحديثة  للكشف عن المواقع كالمغناطيس دون الحفر. أنواعه:

المسح الشامل: يهدف هذا النوع من المسح الى مسح جميع المنطقة المعدة للمسح مثلا: المناطق الريفية والجبلية, وأيضا السهول والهضاب والوديان….وتحديد الأثار الموجودة فيها.

المسح الإختياري: أو الجزئي يهدف هذا النوع من المسح الى مسح مناطق معينة ومحددة حسب الأهداف المسطرة.

المسح الإنقاذي: متعلق بالمشاريع الكبرى التي تقوم بها الدولة كشق الطرقات وبناء السدود يكون إنقاذا للمشروع من حيث تحديد إمكانية وجود الأثار قبل البدء في المشروع, وإنقاذا للأثار من مخلفات المشروع.

مسح الأثار الغارقة تحت الماء : بطرق وأدوات مختلفة عن السابقة.

2-عملية تحديد المواقع الاثارية و اهم الطرق المستعملة لهذا الغرض

يستخدم علماء الآثار مناهج علمية وتقنيات للعثور على المواقع الأثرية. وقديما كانت الطريقة هي بالسير على الأقدام بحيث يتباعد الآثاريون بعضهم عن بعض بمسافات معينة ويسيرون في اتجاهات مرسومة باحثين عن دليل أثري ورغم تطور العلم وظهور التكنولوجيا أصبحت التقنيات أكثر تطورا وسهولة مثل المسح الجوي وأجهزة
الكشف عن المعادن وأجهزة المسوحات الجيوفيزيائية والجيوكيميائية والتحليل  المخبري وقياس درجة الكربون.

أهم عناصر الكتابة النهائية للتقرير العلمي

ان كتابة التقرير النهائي مرحلة مهمة جدا في العمل الميداني وتعتبر العناصر التالية من أهم عناصر الكتابة النهائية للتقرير العلمي وهي أن يحدد الأثري المنهجية المستعملة في البحث ونتائج الدراسة الي توصل اليها وكذلك القيام بتوصيات لمن بعده من العلماء بشأن الموقع وتقديم لائحة بالأدوات المرممة في الموقع وتلك التي تحتاج الى معمل وأيضا من الضروري تقديم  معلومات حول ما تم إيجاده من صور ورسومات فيشمل التقرير النتائج والاستنتاجات

المشاكل التي يتعرض لها الأثري اثناء البحث عن المواقع

ان العمل بمجالي الآثار والتراث مسألة حساسة تتسم أحيانا بالخطورة , فالأثري يذهب الى المجهول باحثا عن مخلفات تركها الأجداد ولا يعلم ماهية الموقع أو حدوده أو ما قد يتواجد به ويبقى دائما في تحدي رئيسي وهو القدرة علي الوصول للمواقع والمواد المستخدمة للبحث الأثري  وكل هذا شغفا وحبا بالمجال وايمانا منه بأهميته .

معنى المنهج

المنهج لغة هو الطريق المستقيم الواضح الذي يوصل الى الغابة بسهولة ويسر.

اما اصطلاحا فهو مجموع القواعد العامة والخطوات والقوانين المنظمة التي تحكم عمليات العقل خلال البحث والنظر في مجال معين.

ولعلم الآثار مناهج خاصة به لأنه يعتمد على البحث الميداني ولكنه يعتمد أيضا على مناهج البحث العلمية الأخرى ويهدف باستعمالها الى دراسة المواقع الأثرية والآثار وتصوير الماضي من جديد وكذا شرح أسباب التطور خلال حقب زمنية مختلفة .

مفهوم التصنيف وأنواعه

يعتبر التصنيف من أساسيات  الدراسات الأثرية ,  و أحد أهم مراحلها حيث يساهم  في رصد السمات الفنية والمعالم الشكلية  للمواد الأثرية  ويقوم الأثري بوصف القطع المعثور عليها وتصويرها واحصاءها ثم تصنيفها قبل نقلها الى المختبر ولذلك تختلف نماذج التصنيف باختلاف المعايير المطورة  والمناسبة لطبيعة المنتج الأثري.

وهو نوعان : أولا , التصنيف النوعي  ويكون على حسب طرق صنع المعثورات وأشكالها ووظائفها وتدعى كل مجموعة من هذه اللقى نوعًا. فمثلاً تُمثِّل جميع الأواني الفخارية المتشابهة التي يعثر عليها في موقع واحد نوعًا واحدا.

ثانيا, التصنيف التتابعي )التتابع الطرزي (وهو تصنيف المواد التي عثر عليها في مجموعة واحدة من ذات النوع الواحد  وفيه ترتب المواد ذات النوع الواحد كلها في سلسلة تعكس التغيرات في النمط (الطراز( وفي حالات كثيرة يجب معرفة عمر المواد لتحديد المادة الأولى والأخيرة في السلسلة.

عملية توثيق النتائج العلمية و الغرض من المرحلة

تعتبر عملية التسجيل والتوثيق من المراحل الهامة والتي تكون قبل وبعد عملية التنقيب , وتتم بتصوير الموقع الأثري قبل الحفر و أثناء الحفر وبعده  و المكتشفات الأثرية كذلك فتكون الصور كشاهد على مراحل الحفر بعدما تتغير ملامح الموقع الأثري كما للصور أهمية في التقرير النهائي للحفرية.

كما أن التوثيق يحدد موضع الأثار الأصلي بعد استخراجها كما يعتمد على  تحليل العينات تحليلا دقيقا وموثوقا . وبهذا تصل المعلومات المجمعة من عملية التنقيب الى النشر العلمي بشكل شامل  مدعمة بصور وأرقام واحصائيات ورسومات .

المقارنة بين مختلف اشكال التقييم العمري للدلائل الاثارية و ذكر المواد المساعدة على ذلك

يعتمد التقييم العمري على تحديد أعمار المخلفات القديمة وهو بنوعين : التأريخ النسبي والتأريخ المطلق ويكمن الفرق بينهما في أن التأريخ النسبي يقارن المعثورات بعضها ببعض والاختلاف بينهم هو ما يحدد قدم القطعة من أخرى اما التأريخ المطلق فتحدد بالسنوات.

وللقيام بذلك على الأثري الاستعانة ببعض الأدوات والمواد حسب نوع القطعة كالفلور للعظام والكربون المشع  للنباتات والحيوانات وكذا البوتاسيوم لمعرفة التكوينات الصخرية وأيضا تحديد حلقات الأشجار على المقاطع العرضية للأشجار المقطوعة .

العلوم المساعدة في عملية تفسير النتائج غير الاحصاء

نذكر منها علم الحيوان الذي يساعد في التعرف على عظام الحيوانات وطرق الذبح التي كانت سائدة كما يقوم علماء النبات بتحليل البذور ليحصلوا على معلومات حول النشاطات الزراعية القديمة ويعمل مع الآثاريين متخصصون آخرون  في علم الجيولوجيا والعمارة والهندسة  لارتباطها الوثيق بالتاريخ القديم .

مراحل الترميم

عملية الترميم عملية دقيقة ومتخصصة لا تكون بشكل عشوائي لكن بعد دراسة.

التوثيق الأثري اولي مراحل عمليات الترميم الأثري ، وهي خطوة مرحلية تنتهي بنهاية عملية الترميم ولكن يجب أن تستمر حتي ما بعد الترميم أثناء المتابعات الدورية للأثر لتسجيل اي تغيرات قد تطرا على حالة الأثر.

التسجيل: وذلك بالتصوير الفوتوغرافي والرسم التقليدي أو استخدام برامج الكمبيوتر “اوتوكاد – فوتوشوب” وتسجيل بيانات الأثر “الفترة الزمنية – الوصف الأثري – المقاسات – أماكن الحفظ السابقة – عمليات الترميم السابقة.

ترميم ومعالجة الحوائط : بالتربيط والحقن والعزل.

اعمال الاخشاب والرخام والدهانات

التنظيف الميكانيكى والكيميائى واليدوى للآتى : التعقيم والتقوية و المعالجة و العزل.

العناية الخاصة والكبيرة بالأثر كما تحتاج الى خبرات متميزة لاختيار المواد المستخدمة للترميم .

لا تتم اضافة مرحلة في العملية الا اذا كانت ستقدم اضافة عن سابقتها .

اعادة البناء اذا كان الموقع في حاجة الى ذلك .