النجاح والصحة النفسية

أهمية الصحة النفسية في تحقيق النجاح

يظن معظم الناس أن مفهوم الصحة هو الجسد السليم الخالي من أية أمراض أو آثار، وأن تمام الصحة الجسدية هي السبب الكفيل لنجاح أيّ فرد مهما كانت حالته، وهذا ما يؤدي إلى دمار و فشل أغلبية الناس نسبة لجهلهم بفكرة الصحة النفسية التي تعتبر مفتاح الإبداع والنجاح في شتى المجالات مهما اختلفت الحالات والأجناس والأعمار.فهل يعقل أن يخسر الإنسان إبداعه ونجاحه بسبب سوء صحته النفسية؟ 

ماهو النجاح؟

النجاح يعني العمل، الجهد، التخطيط والإبداع وكل هاته العوامل لا تحتاج لجسد سليم بنسبة كبيرة كما تحتاج لعقل خالى من السلبية و آثار الصدمات العاطفية، تحتاج لشعور الأمان و السلام الداخلي، وكما نعرف أن السلام هو أساس الصحة النفسية و عمادها الذي يُخوّل لكل شخص فرصة الوصول إلى قمة النجاح.

علاقة النجاح بالصحة النفسية

إن العلاقة التي تربط النجاح والصحة النفسية أعظم وأعمق بكثير من الكلام الذي تقرأه، لأن الشعور أكبر من كل شيء، وهذا نابع من تجربة كل شخص فينا و هذه هي طبيعتنا الإنسانية التي تميزنا بنعمة الشعور الذي بطبعه يخلق لنا حِس الاندفاعية للنجاح و الإبداع.

لكن في بعض الأحيان كل مخلفات سوء المزاج تعود على الإنسان بمشاعر و طاقات سلبية التي بدورها تقلل من حس الاندفاع للإنتاج و محاولة بذل الجهد، وعدم وجود دافع للعمل هذا الشعور لوحده كفيل بقتل بصيص الأمل الذي يوجد في قلب الإنسان.

أهمية الصحة النفسية وتحسن المزاج

تعتبر الصحة النفسية أهم عامل في حياة الإنسان بداية من الطفولة والمراهقة حتى البلوغ أي أن لها علاقة وطيدة بكل المراحل التي يمر بها الإنسان، فكلما كانت نفس الإنسان خالية من أية أمراض أو صدمات كلما تحسنت بيئته وزاد ابتهاجا وإبداعا.

يقال أن الإنسان لا يستطيع النجاح في حياته إن لم يكن راضيا عن نفسه ومتصالح معها، وهذه أصدق مقولة سمعتها في حياتي نسبة للتجارب التي عشتها وعاشها معظم الأشخاص الذين حاولوا النجاح وهم في أسوء حالاتهم النفسية، لأنهم ورغم محاولاتهم في العمل والإنتاج يعجزون عن تحقيق أي نجاح نسبة لعجزهم واستسلامهم في بداية الطريق.

النجاح هو الهدف أو الطموح الذي يراد تحقيقه والوصول إليه وهذا الأخير يختلف محتواه من شخص إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى وهذا نتيجة تعدد أنواع النجاح من مالي واجتماعي وعاطفي إلى النجاح المهني.

فرغم اختلاف أنواع النجاح وتعددها إلى أنه يرتبط في كل حالته بالصحة النفسية للإنسان فإن ذكرنا النجاح المالي والمهني فإنه يحتاج إلى شخص لديه القدرة على الإجتهاد و العمل ومحاولة تحسين المهارات القيادية والتواصل الفعال.

أما النجاح الإجتماعي و العاطفي فهو يرتبط بشدة بقدرة الإنسان على التواصل مع الآخرين مع غياب المشاكل النفسية والإنطوائية وصعوبة تقبل الآخرين وغيرها من المشاكل النفسية التي لا تعد ولا تحصى. هذا ما يؤكد أن العلاقة بين النجاح والصحة النفسية أعمق بشدة مما نتخيله.

اطلع أيضا : اقتباسات عن النجاح

أهمية الصحة النفسيةالنجاح والصحة النفسية هما مصطلحان تربطهما علاقة تكاملية تواطدية بدورها تحسن من حياة الفرد وتطورها من مرحلة إلى أخرى، أما عامل الصحة النفسية لوحده فهو أهم عامل بحيث أنه يعتبر المسؤول الأول عن حالة الإنسان و ما سيحدث له في أي مجال محدد، كمثال اذا كانت الصحة النفسية الخاصة بأيّ طالب في محلها يوم الإمتحان سيكون لديه فرصة أكبر من طالب يعاني من مضاعفات نفسية كالخوف أو القلق و غيرها……، وهنا تكمن أهمية تمام الصحة النفسية لأي إنسان.           

في بعض الأحيان يجب علينا التخلي عن بعض الأهداف والطموحات من أجل معالجة الأنفس من أجل الإهتمام بكل الصدمات والضغوطات وأي مشاكل نفسية يمكن أن يعاني منها، وأن يعتبر أن النجاح الحقيقي هو الوصول إلى السلام الداخلي الذي يدفع هذا الإنسان إلى إمكانية الإنتاج والإبداع والاجتهاد والإشباع شعور النجاح الذي يفقده بسبب خلل في الصحة النفسية، لأن النجاح إنجاز وعلاج الذي بدوره يساعد الإنسان في التطور و الوصول إلى أعلى القمة و إجتياز كل التوقعات والعراقيل.

الطريق إلى النجاح

النجاح وسيلة لطلب المساعدة في سلك طريق التعافي من الصدمات والآثار النفسية الداخلية التي بقيت داخلية بسبب تكتم الإنسان عنها وعدم الإهتمام بها نتيجة جهله بمدى أهمية نفسيته، وإيمانه بفكرة أن النجاح يعتمد على الجهد المستمر الذي ينتج ضغطا دائما الذي بدوره يقتل شعور الوعي والمسؤولية ويحفز شعور التعب واليأس و الإكتئاب وهذا ما يسمى بـ أقسى أنواع العقوبات النفسية.

إن الطريق إلى النجاح ليس طريقا صعبا وفي الوقت ذاته ليس سهلا! نعم إنه مزيج من التميز الذي تارة يحفز الإنسان لمواصلة الطريق ويغريه بذالك وتارة، يملأ قلبه وعقله بشعور اليأس والتعب.

وبطبيعة الحال ردة الفعل تختلف من شخص إلى آخر فإذا كان هذا الإنسان ذو صحة نفسية جيدة فإنه سيتخطى كل العوائق ويكمل طريقه بما فيه من مشاكل، أما الإنسان الذي ينقصه وعي نفسي فسيلقى نفسه يائسا من أول الطريق ومهما حاول ستبوء محاولاته بالفشل أي بمعنى لا إنجازات له رغم المحاولات و هذا ما نهدف لتخطيه.

الملخص

خاتمة القول إن كان النجاح يعطي قيمة لصاحبه و يجعل له تقديرا واحتراما بين الناس ،” فتمام الصحة النفسية هي الحالة العامة التي تسمح للفرد بتحقيق قدراته والتعاطي مع ضغوط الحياة اليومية وبالعمل بإنتاجية تمكنه من إفادة مجتمعه، وهي ليست مجرد انعدام المرض” 1 ، فرغم إختلاف الناس و شخصياتهم وطريقة تفكيرهم، تبقى طبيعة الإنسانية الهشة الحساسة غالبة على كل شخص فينا وهذا ما يجب علينا العمل عليه للوصول إلى المراد وتحقيق الأهداف لكن في بيئة سليمة وصحة نفسية خالية من أية ضغوطات أو سلبية والعزم على تطوير الذات والسير في الطريق الصحيح.

المراجع

  1. منظمة الصحة العالمية

Similar Posts